ما القمر

يسعى كثيرون إلى القمر! ويرونه هدفا عاليا، ويرونه مضيئا مبهرا جميلا ...

لكنّ من وصل إليه ومن يعرف الحقيقة، يعرف أنه جسم معتـم، لا يعلو الأرض بل يتبعها، ولا يضاهيها جمالا، ولا يلائم معيشة ولا عمرانا.

التصنيم

نخطئ جميعنا هذا الخطأ ونتوارثه ونوصي به.

نحن لا نتبنى الأفكار أو نرعاها بل نقدسها.

كل من تراءت له فكرة له أو لغيره فأعجبته وآمن بصدقها وسلامتها وضرورة تطبيقها، فشرع في تنفيذها بحذافيرها، وبحث عن مناصرين أو انضم إلى فريق، وحارب كل عقبة لاحت في الطريق، يصل بالفكرة في مرحلة ما إلى درجة التصنيم.

والصنم ما هو إلا شكل جامد لا يتحرك ولا يتطور وتنبري السنون وهو كعهده الأول، ثم ما يلبث هذا الصنم أن يكون مقدسا ثم تحوم حوله فكرة الإيمان والكفر!!! كل من يأتي بإله غيره فهو عدو.

وما كانت الأفكار يوما آلهة، وما كانت الأفكار يوما ثابتة.

ولا يقف الأمر عند حدود الأفكار بل يتخطاها ليجعل من الرجال أصناما، كذلك، مقدسة لا تمس ...

وما كانت الرجال يوما آلهة، وما رأيت رجلا على الحق المطلق يصيب ولا يخطئ.

ويبدو أنه هيهات أن ينتهي أحد ... فقد قال من سبقني*:
" لي في ھذا العالم 42 سنة ولم أر قط شخصاً يغیر رأيه إذا سمع رأياً أفضل"

* أحمد خالد توفيق

رجعت في حبك

رجعت في حبك، وما يعيب المرء أنه إذا عرف الحق رجع عما سواه.
رجعت في حبك وما رجعت عنك ولا تخليت، وما رجوعي في حبك كرهٌ لك ... أنت في القلب والروح، ولو أنكرت لجحدت.

لكنّ الحق ولّى إليّ الأَوْلى، والحق أحق أن يتّبع.

كنا أذل قوم

"إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"
هذا ما قال عمر بن الخطاب وهو في موقع الإمارة.
يوم وعيت هذا القول تحطمت لديّ شتى نوازع الفخر، وبدا لي جليًّا ألّا أولى من الإسلام بالانتماء إليه والفخر به؛ إذ ما قال هذا إلا رجل من أعزة العرب وهم أهل فـخر بأنفسهم نسبا أو شجاعة أوجودا أو بلاغة ... وما كانوا في ذلك كله إلا " أذل" قوم.
فما لي من يومي الذي فطنت فيه  هذا انتماء أولى من إسلامي لرب العالمين.

ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّه باطِلُ

 

أعذرهم جميعا

اليوم أعذرهم جميعا ... جميعا؛ فلطالما سمعت قصصهم، وكيف فكر كلٌّ منهم، وما فعل. ولطالما انتقدتهم وهاجمت موقفهم واستنكرت عليهم أن لم يفكروا في عاقبتهم أو لم يهتدوا إلى حُسن الفعال ومعروف العمل.

لم أفعل مثلهم، وأدعو الله ألا أفعل ... لكني أعذرهم
كلهم اليوم أعذرهم ...